سلايل عبس تحية لكم من هولندا :-
آمل تنسيق القصيدة لعدم قدرتي على التنسيق
لأن الجهاز وشبكة الاتصال للدولة المستضيفة لا تدعم التنسيق العربي
.
.
.
كنا أطفال نلعب على ضفاف رمل الشاطئ وافترقنا ولم تكتمل لعبتنا! بعد بلوغنا باعدت بيننا عاداتنا وتقاليدنا وتركتنا نغرق في بحر العشق و غياهب الوله كنا على اتفاق مراسم عش لم يرَ بصيص نور أو أمل.
نعم لقد ذهبت بها الظروف إلى وجهة لا أعلمها ولكنها في بلد أجنبي بعيد جدا ً فارتحل الجوار وتباعدت الديار.
ولكن مهما أخذ منا الوجد وفرقنا البعد يبقى الحبيب من القلب قريب ولعل الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتية تأتي بها يوما ً لتقرأ ما كتبت بها! أين أنت يا من أحرمني رؤية وجهه بعدما سطع نوره وضياؤه وأشرق حسنه وبهاؤه وتدفق في بشرته ماؤه.
إنني تائق إلى رؤيتك مشتاق إليك حان ٍ إلى قربك ولقائك, لماذا تركتني بين وجدي وحنيني وولهي أصارع حرقة الاشتياق ووله الحنين ولوعة الصبابة؟
تركتني ونار شوقي تتأجج وجمر الهوى يتوهج , أتعذب ببعدك قلبا ً غمرك برأفته وشفقته وحنوه ولطفه وميله ومودته ومحبته يسوقه نحوك إلتياع ويجذبه إليك حب اللقاء ولذة الاجتماع!
قد برح به طول صبابته بك وأرقه نزعته نحوك. يا من جرعته شوك الفراق إلى متى تتركه يهيم بحب التلاق وشهوة الاعتناق!
من فراقك ثمل شعري وانتشى وارتوى وأنشد :-
----
يا خمرة الشعر صبي واشربي طربا = وزيدي الكأس والإيناس واسقيني
صبي على جمر شوقي ماءك الثمل = أو احمليني على الذكرى وصبيني
ونادي الليلة الدهماء قائلة = نامت عذولي وقومي يا شياطيني
يا ليل كم فيك عين تعتصر أرقا = وكم تمادت معاناة المحبين ِ
كم فيك مثلي ... ومثلي كم يعانقه = شوقا ً و وجدا ً فكيف الوجد يجديني
ياليل إن مجيئك كم يذكرني= سود اللواحظ مقرون الحجاجين ِ
طال الفراق فكم لي منك منطرحا ًً = على الفراش وعين الوصل تبكيني
تضاربت دونها الأخبار وانقطعت= من بينها أو بمعنى الوصل من بيني
العام جاءت وجاء المنتظر معها = تقري السلام وسكر الموت يأتيني
في ليلة هادية... قمراءَ ساطعةًَ = يقطر ندى الماء من بين البساتين
قالت تمنى فقلت فيك أمنيتي = في سنة الله .. والغر الميامين
إني تمنيت والأجواء باردة = أعاني البرد والأشواق فادفيني
أنسيتني شهر نيسان ومن عجبي = لا أعرف اليوم أيلولي وتشريني
قلت لها كم سنين العمر فابتسمت = خجلا من الصغر قالت لي بعشريني
من صغرها تستحي من قول يكبرها = فلا تجاري أحاديث الكبيرين
جاءت تجاري نسيم السحر و انفجرت = عطفا ً ولطفا ً يقربني ويدنيني
تدفقت من بوادرها أنوثتها = وبللتها مابين الحين والحين
غراء قمراء مصقول عوارضها = كأنها التاج في رأس السلاطين
ِ رقراقة تستميل القلب إن نظرت = تميتني في لواحظها وتحييني
رعبوبة بضة هيفاء فارعة = شنباء مبسم رشوف إذ تحاكيني
ممشوقة القد يندى جسمها ترفاً = يميل ميلا ً كأغصان الرياحين
لما تجلت وأبدت من محاسنها = أضاءت الأفق والفستان يغريني
أدركت أن جمال الحسن في جسد ٍ = عاري لباس وتزهوه الفساتين
الخد فجر تفجر من مشارقه = وجه الصباح وصوت الطير يشجيني
أعجبت من قدرة الخلاق في فمها = في منظر ٍ ما رأت من قبله عيني
غروب شمس يجر أذيال بردته= وغطه النوم من بين الشفتين
يا ليتها تستمع شعري و أسمعها = شعرا ً جميلا ً وأهديها دواويني
أقطف لها من زهور الشعر أروعه = ومن ثماري ومن خوخي ومن تيني
في بحة الناي صوت لا يفارقني = كأنه في أنين الحزن يعنيني
يلمني ثم في الذكرى يبعثرني= على ضفاف دماء جرحي وسكيني
//
شعر / بحة ناي