قال ابن خلف حدثني يزيد بن محمد قال أخبرني محمد بن سلام الجمحي قال أرادت عزة أن تعرف مالها عند كثير فتنكرت له ومرت به متعرضة فقام فاتبعها فكلمها فقالت له وأين حبك لعزة فقال أنا الفداء لك لو أن عزة أمة لي لوهبتها لك قالت ويحك لا تفعل قد بلغني أنها لك في صدق المودة ومحض المحبة والهوى على حسب الذي كنت تبدي لها من ذلك وأكثر وبعد فأين قولك :
إذا وصلتنا خلة كي نزيلها ** أبينا وقلنا الحاجية أول
فقال كثير بأبي أنت وأمي أقصري عن ذكرها واسمعي ما أقول لك :
هل وصل عزة إلا وصل غانية ** في وصل غانية من وصلها بدل
قالت فهل لك في المخالة قال لها فكيف لي بذلك قالت له فكيف بما قلته في عزة وسيرته إليها قال أقلبه فيتحول إليك ويصير لك .
قال فسفرت عن وجهها عند ذلك وقالت أغدرا وانتكاثا يا فاسق وإنك لها هنا يا عدو الله قال فبهت وأبلس ولم ينطق وتحير وخجل فقالت قاتل الله جميل بن معمر حيث يقول :
لحى الله من لا ينفع الود عنده ** ومن حبله إن مد غير متين
ومن هو ذو وجهين لي بدائم ** على العهد حلاف بكل يمين
فأنشأ كثير بانخزال وحصر وإنكسار يعتذر إليها ويتنصل مما كان منه ويتمثل :
ألا ليتني قبل الذي قلت شيب لي ** من المذعف القاضي وسم الذرارح
فمت ولم تعلم علي خيانة ** ألا رب باغي الربح ليس برابح
فلا تحمليها واجعلهيا جناية ** تروحت منها في مياحة مائح
أبوء بذنبي إنني قد ظلمتها ** وإني بباقي سرها غير بائح