03-18-2008, 04:09 PM
|
|
أحجَّاجُ - اشعار النساء - للمرزبانى
|
|
|
|
أحجَّاجُ
أخبرنا ابن دريد قال : أخبرنا أحمد بن عيسى عن ابن أبي خالد عن الهيثم بن عدي قال : كان يزيد بن قرة الشيباني شديداً منيعاً وكان يرى رأي الخوارج . ولم يكن يخشى عمال العراق فغاظ ذلك الحجاج وأبلغ إليه فكتب لعبد الملك يخبره بذلك : أن أحتل له فإن قدرت عليه فاضرب عنقه . فدعا الحجاج يزيد بن رويم وجرير بن يزيد، فأكرمهما وأدناهما وقال ليزيد : لك شرط العراق ولجرير ديوان الخرج إن أنتما أتيتماني بيزيد بن قرة . فركبا جميعاً إلى يزيد فقالا له : إن الأمير قد غضب عليك وإنا نخاف أن ينال غضبه جميع قومك فاركب إليه قال : لا أفعل إنه إن نظر إلي قتلني . فقالا له : ما هو بفاعل- إن شاء الله- ولابد من أن تركب معنا، فلبس ثياباً بيضاً وتهيأ للقتل وركب وخرج نساؤه معه حتى أتين باب الحجاج فلما أدخل عليه قال له الحجاج : أنت يزيد بن قرة ؟ قال : نعم .
قال : قتلني الله إن لم أقتلك . قال : نشدتك الله أيها الأمير ألا تقتلني فإني قيم لأربع وعشرين امرأة ليس لهن قيم سواي . قال : ومن يعلم ذلك ؟ قال : هن بالباب . فأمر بإدخالهن فكل واحدة تقول : اقتلني ودعه. فيقول : من أنت؟ فتقول : عمته أو خالته أو بنته أو بنت أخ أو بنت أخت حتى اجتمعن بين يديه قياماً فقالت ابنته :
أحجَّاجُ إما أن تمُن بـنـعـمة ** علينا وإما أن تُقتلـنـا مـعـاً
أحجاجُ كم تفجع به إن قتلـتـه ** ثماني عشر واثنتين وأربـعـا
أحجاجُ لو تسمع بكاءَ نـسـائه ** وعماتِه يندبنه الليلَ أجمـعـا
أحجاجُ من هذا يقومُ مقـامَـه ** علينا فمهلاً لا تزدنا تَضَعْضعا
أحجاجُ هَبْهُ اليومَ لـلـهِ وحـده ** وللباكيات الصارخات تفجُّعـا
فرق لها الحجاج وبكى وكتب في أمره إلى عبد الملك "يصف ما جرى" فكتب إليه : إن كان حقاً فاعف عنه وألحق عياله في العطاء ففعل .
المصدر : اشعار النساء - للمرزبانى
|
|
|
|
|
|