الشيخ هاشم بن سعيد النعمي/ العالم المؤرخ النسابة والأديب*

الشيخ العلامه هاشم بن سعيد بن علي بن محمد النعمي مولده ولد عام 1336هـ بقرية العكاس إحدى ضواحي مدينة أبها.. تعليمه نشأ نشأة علمية في حجر والده القاضي سعيد بن علي النعمي،وتلقى تعليمه الأولي بكُتَّاب الشيخ الفقيه محمد بن عبدالله الحاج بقرية العكاس، وكان لشيخه عناية تامة بتجويد القرآن؛ وحفظه فحفظ عليها لمفصل من القرآن. وعندما فُتحت أول مدرسة حكومية ابتدائية عام 1355 هـ التحق بها لإكمال تحصيله.. وفي مطلع عام 1360 هـ كانت الحالة التعليمية قي مدينة أبها لم تتجاوز المرحلة الابتدائية، فسافر إلى مكة المكرمة لمواصلة تحصيله فأخذ عن بعض المدرسين في الحرم الشريف في الحديث، والتفسير،ومبادىء اللغة العربية، ولازم شيخه عبد الحق الهندي، وقرأ عليه في الحديث ومصطلحه،واستفاد من علمه كثيراً رحمة الله عليه.. ثم عاد إلى بلده بعسير والتحق بشيخه العلامة عبد الله بن يوسف الوابل، رئيس محاكم منطقة عسير حين ذاك،فقرأ عليه العقيدة "التوحيد"، والفقه،والفرائض (علم المواريث)، وحفظ القرآن على يده، وتخصص في علم الشريعة وأصول الفقه،كما قرأ عليه في الفقه من الزاد وشرحه الرَّوض المُرْبع، كما قرأ عليه في الحديث:صحيح البخاري ومسلم، وبعض السنن، ولازمه في أغلب مقروآته، وبخاصة كتب التاريخ، ومن أهمها البداية والنهاية لابن كثير، والكاملي لابن الأبتر، والتاريخ للطبري، وغيرذلك من المقروءات... كما تخصص على شيخه كرامةالله البخاري في النحو، وحفظ عليه متن الأجروميه. حياته العملية في الحقل الوظيفي : اختير للتدريس بمدارس منطقةعسير، وتنقل ما بين مدرسة رجال، ومحايل، فمدينة أبها.. ثم اختير لوظيفة القضاء ضمن خمسة من زملائه، فعُيِّن قاضياً لمحكمة محايل عـام 1397هـ ثم نقل إلى محكمة رجال ألمع عام 1378هـ و في عام 1383هـ نقل رئيساً للمحكمةالمستعجلة بأبها وبقي على رأس عمله إلى عام 1412هـ حيث أحيل للتقاعد لبلوغه السنالنظامية بعد أن أمضى في عمل القضاء خمسة وأربعين عاماً وفي التدريس ثلاث سنوات.. النشاط الفكري في مجال التأليف : رغم ارتباطه بإمامة المصلين في مسجد الملك فيصل بمدينة أبها لعدة سنوات، وتسجيله العديد من مبادرات الإصلاح في المنازل بدلا من أروقة المحاكم بصفته قاضيا متدرجا في العديد من محاكم منطقة عسير,إلا أن كل ذلك لم يمنع شيخنا –رحمه الله- من تأليف العديد من الكتب في الدين والتاريخ والأنساب والأدب, وبقيت عناوين كتبه المطبوعة شاهدا على ما قدمه من نتاجللأجيال القادمة ومرجعا للباحثين الذين ظلوا لعدة سنوات يزورونه في سرائه وضرائه لتقصي حقيقة كل ما يشكل عليهم.. فمن مؤلفاته رحمه الله : 1- تاريخ عسير في الماضي والحاضر (مطبوع). 2- شذا العبير من تراجم علماء وأدباء منطقة عسير،(مطبوع). 3- مدينة أبها بعنوان (هذه بلادنا) من سلسلةمطبوعات رعاية الشباب. 4- عسير بن الجغرافيا والتاريخ (مخطوط). 5- المعجم الجغرافي لمنطقة عسير (مخطوط). 6- رحلة بين أبها وجُرَش (مخطوط). المجال الاجتماعي: عَمِل عضواً للجمعية العمومية لتحفيظ القرآن الكريم، كما عَمِل عضواً بنادي أبهاالأدبي... يقول قاضي التمييز السابق الشيخ محمد العسكري: رحل الشيخ هاشم تاركا له من الأثر القيم والسيرة الطيبةوالذكر الحميد في قلوب الكثير، حيث أفنى نفسه لخدمة دينه ووطنه متدرجا في مواقععديدة للقضاء, وتعلمت منه بصفتي أحد طلابه العلم الشرعي". يقول الأستاذ الدكتور حسن النعمي عنه : ماذا عساي أقول وأنا ابن لهذا الشيخ الجليل أرجو ألا يكون في كلامي ما يوحي بتحيز لهذا الشيخ الجليل، من هو هذا الشيخ الجليل، يقول الفرزدق في سياق تاريخي عندما تساءل الخليفة الأموي عن زين العابدين بن علي وهو يطوف حول الحرم: وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم وهذا السؤال ليس استنكارياً وإنما هو محاولة لكشف بعض الجوانب التي قد تبدو خفية على مسامعكم؛ هناك جانبان مهمان من بين الجوانب العديدة التي يحظى بها الشيخ الجليل، هناك جانب تربوي أنعكس في تنشئته لأبنائه وأعضاء أسرته فمنهم الآن الأستاذ الجامعي ومنهم من يحظى بمناصب عليا في الدولة، ومنهم من يحظى بشرف تنوير الأجيال في كثير من قطاعات التعليم، فالجانب التربوي ارتبط في حياته بالجوانب العلمية، قد سعى إلى تكريس فكرة امتداد التواصل العلمي لهذه الأسرة، أما الجانب الآخر فهو الجانب العلمي في حياة الرجل، إن النظر والقراءة في كتاب تاريخ عسير وهو أول مؤلف لهذا الشيخ ينبىء عن شخصيته الفذة في الجمع والتأليف واستنباط الأحكام، إن هذا الكتاب يعد ريادياً في مجاله فلعله من أوائل الكتب في العصر الحديث الـتي اهتمـت بتاريخ المنطقة، وقد بذل الشيخ الجليل جهداً ملموساً في محاولة تصنيف كثير من القضايا التاريخية. وليس مستبعداً ولا غريباً أن يلجأ كثير ممن حاول أن يتناول تاريخ المنطقة فيما بعد معتمداً على ما قاله هذا الشيخ الجليل في هذا الكتاب. الجانب الآخر لشخصيته العلمية هو شخصيته الموسوعية، فهو يذكرنا بالأقدمين في جمعهم للمادة وتفاعلهم معها، فالشيخ عالم بالتاريخ وبالجغرافيا وبالآثار وبعلوم القرآن وبعلوم اللغة العربية وما إلى ذلك.. وقد شكلت هذه المعارف في مجموعها شخصية هذا العالم الفذ، وانعكست في كتاباته وأطروحاته، ولعلكم تعرفون فيما بعد كيف تخرج هذه المعلومات من هذا الشيخ الجليل فهو يملك شخصية جذابة في الحديث، لأن لديه المخزون الفكري القوي الذي يدعم تجربته. وفــاته : فُجِعَت منطقة عسير صباح يوم الاثنين الثاني من شهر ذي الحجة عام 1431هـ الشيخ العالم، القاضي ، والنسابة المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي -رحمه الله- الذي انتقل إلى الدار الآخرة بعد أن خدم دينه ووطنه.. اللهم ارحمه واغفر لنا وله دمتم بوووووووود