رسالة من القلب إلى كل إداريين و أعضاء وزوار المنتدى وفقهم الله.

- بسم الله الرحمن الرحيم-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : أيها الإخوة الكرماء أعضاء هذا المنتدى كل منا معرض للخطأ وللزلل وليس فينا من معصوم ٌولا نبي مرسل.

آمل منكم قراءة هذه الرسالة والتي مفادها النصح والتذكير بفضل ليلة القدر ، حيث تساهل بتحريها الكثير من المسلمين اللذين يقضون أوقاتهم و يمضون أعمارهم وهم محرومون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت.

أيها الأخوة إنني أتألم كثيرا ً حينما أسمع الحديث عن فرحة العيد وتباشر الناس بسرعة قدومه وانقضاء هذا الشهر الكريم من غير أن يشعروا فيه, عجبا ً لهؤلاء وإن العاقل ليعجب من فرحهم بمرور الأيام، وسرورهم بانقضائها، متناسين أن كل لحظة تمضي من أعمارهم تقربهم من القبر والآخرة وتباعدهم عن الدنيا الماكرة.

فالدنيا أجلها قصير ونعيمها زائل ومتاعها قليل وخيرها نافد فإذا ذكر الإنسان قيمة الوقت, أدرك أهميته وحرص عليه وعزَّ عليه ضياعه وفواته.نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، وأن يرزقنا حسن الاستفادة من أوقاتنا.

أيها الأخوة ها نحن اليوم في أول العشر الأواخر من رمضان فلا تضيع أوقاتكم فتضيعوها واحرصوا كل الحرص في تحري ليلة عظيمة لها قدر عظيم والعمل فيها خير من العمل في ألف شهرٍ مما سواها , ألا وهي ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر قال تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر) ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام من الآجال والأرزاق والدليل قوله تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }

فمن قامها أيمانا ً واحتسابا ً خلف الله عليه ما ضاع من وقته وغفر له ذنبه ودليل ذلك:-

حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( من قام ليلة القدر إيماناً و إحتساباً , غفر له ما تقدم من ذنبه )) .

وهي ليلة واحدة فقط وللعلماء آراء فى تعيين هذة الليلة , ولكنهم اتفقوا أنها في الأوتار : فمنهم من يرى أنها في ليلة الحادى و العشرين و منهم من يرى أنها الثالث و العشرين و منهم من يرى أنها الخامس و العشرين و منهم من يرى أنها في السابع و العشرين و منهم من قال أنها ليلة التاسع و العشرين.

أيها الأحبة كلها خمسة ليال فقط فا الأحوط الاحتساب بتحريها في هذه الليالي الخمسة ومن وفق خيرها فاز في الدنيا والآخرة وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وهذه فرصة عظيمة لا ينبغي التساهل بها فلا أحد منا يعلم هل ينتظرها العام القادم أو إنها الفرصة الأخيرة له.
أسأل الله أن يوفقنا والمسلمين للفقه في دينه والمسابقة إلى ما يرضيه ، والعافية من موجبات غضبه إنه سميع قريب .
والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه أخوكم/ عيسى الرشيدي