08-18-2013, 02:47 AM
|
|
محمد سرور الصبان .. صانع الرجال وشيخ الأدباء*
محمد سرور الصبان.
حينما نفتش في تلافيف الذاكرة تنهض شخصيات تسابق النجوم وتحلق بنا في تخوم السماء , تحملنا على جناح الإبداع مستضيئة بنور اليراع المترع الدفاق نحو ذرى الآفاق , فترسم لنا ملامح شخصيات مكية حفرت اسمها في تاريخ الذاكرة الشعبية وأثرت بعطائها اللامحدود من اجل عيون الوطن ، وبذا استحقت أن نفرد لها مساحة رحبة لتروي للأجيال مسيرتها الأدبية والثقافية والفكرية والاقتصادية والتعليمية لتنتعش ذاكرتنا بتجميل الطيوب, والشذى الذي ينداح أريجه في الآفاق إذ انه في كل حلقة نقف مع احد هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين اثروا الساحة المكية خاصة والسعودية عامة وأصبحوا رواداً يشار إليهم بالبنان. ومن هؤلاء الرجال معالي الشيخ محمد بن سرور الصبان أول وزير لوزارة المالية والاقتصاد الوطني كما انه أكثر الذين خدموا الدولة السعودية صدقاً واخلاصاً وإليه يرجع الفضل في تشجيع الحركة الأدبية والنهضة الاقتصادية في بلاده وفوق هذا وذاك فهو سياسي محنك واسع الاطلاع وله إلمام بكل صغيرة وكبيرة ونشاطه لا يقتصر على الشؤون المالية التي يقوم بأعبائها فحسب بل يتعداه إلى كل ما يعود على الشعب السعودي والمملكة العربية السعودية بالخير واليمن وهو لا يدخر جهداً في هذا السبيل وقد أهلته مناقبه العالية ونشاطه لأن يحوز على رضا وتقدير الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
ولادتة
ولد في مدينة القنفذة (جنوبي مدينة جدة)، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في السعودية، وزار عددًا من عواصم العالم بحكم مناصبه الدينية والسياسية.
تلقى علومه الأولى في مدينة جدة، ثم انتقل إلى مكة المكرمة والتحق بمدرسة الخياط وتلقى فيها علوم الدين واللغة والأدب.
بدأ حياته العملية في العمل الحر بمحل والده، ثم توظف كاتبًا في البلدية وترقى فيها إلى رئيس كتاب.
تقلد عدة مناصب في الدولة منها: وزير دولة ومستشار للملك عبدالعزيز آل سعود، وزير للمالية والاقتصاد الوطني، كما عمل مشرفًا على كل من: الإذاعة السعودية والصحافة والحج، وعمل معاونًا لأمين العاصمة.
تقلد منصب أمين عام رابطة العالم الإسلامي ومقرها مكة المكرمة.
نشط في العمل السياسي، وفي أوائل عام 1346هـ - 1927م نفي إلى الرياض واعتقل هناك لمدة عام، كما نشط في العمل الثقافي مشجعًا على نشر وإنشاء المكتبات ورعاية الأدباء والمبدعين لاسيما الناشئين منهم.
الإنتاج الشعري:
- له كتاب يضم نماذج من شعره ونثره بعنوان: «أدب الحجاز أو صفحة فكرية من أدب الناشئة الحجازية» - مطبعة مصر - القاهرة - 1378هـ/1958م، وله قصائد كان ينشرها في صحف عصره تحت توقيع أبي فراس.
الأعمال الأخرى:
- له كتاب بعنوان: «المعرض» ويضم مجموعة من الآراء في اللغة والأدب الحجازي.
شعره قليل، كتب القصيدة العمودية وجدد في موضوعاته، فراوح بين الشعر الوجداني والتعليمي، وهو عادة يقسم قصائده إلى مقطعات تبرز المعنى وتحافظ على
وحدتي القافية والموضوع، لغته سلسة، ومعانيه واضحة وصوره المجازية قليلة.
تمرده وثورته وأدبه
اثرت قراءات الرائد الرمز المتقدمة على تفكيره ورؤيته للاشياء وللعالم وللظروف ووسائل الترقي ،ويصف المستشار هاني فيروزي هذه الاجواء بقوله : كان الصبان في ذلك العهد قادرا على التفاعل مع الأحداث الطويل المحيطة به وكانت روح الثورة والتمرد ضد الدولة التركية قد أخذت تظهر بعد انحسار دور الخلافة العثمانية بسقوط السلطان عبدالحميد كما أشار إلى ذلك السلطان نفسه في مذكراته التي طبعت وترجمت، غير أنه ومع كل هذا الواقع المرير كانت هناك بعض الصحف التي شكلت مصدرا آخر للثقافة رغم فقرها وعدم قدرتها على تكوين وعي أو توجيه تفكير قرائها ومتابعي تلك الصحف ومن ضمنها صحيفة القبلة.
ويضيف فيروزي، لقد عاصر الصبان السيد فؤاد باشا الخطيب الذي كان يشغل منصب وزير خارجية الشريف الحسين بن علي والذي كان يطلق عليه شاعر الثورة ويعد أستاذ الجيل الأدبي الجديد الذي نشأ في عهد الحسين فأخذ الأدباء الشباب يترسمون خطاه ويتأثرون به وبأفكاره الثورية ويرددون قصائده الشعرية، خاصة تلك التي تشيد بأمجاد الأمة العربية وتدعو إلى تحرير العرب واستقلالهم فأشلعت الحماس في نفوس الشباب ومن ضمنهم محمد سرور الصبان.
وفي نفس الوقت أخذت صحف مصر والشام تمد الحجاز بكل ما فيها من مقالات استنهاضية إضافة إلى بعض الكتب الثقافية مثل مختارات الزهور لأنطوان الجميل ونظرات وعبرات للمنفلوطي ومختارات لجرجي زيدان، وبلاغة العرب في القرن العشرين للأستاذ محيي الدين رضا، وكتاب من آثار أدباء المهجر وكتاب أم القرى وطبائع الاستبداد للكواكبي.
ولهذا لم يكن مستغربا ان يكون أول ناشر وطني للانتاج الحديث من الادب والفكر في الحجاز والمملكة هو الرائد الرمز محمد سرور صبان الذي أنشأ لمكتبة الحجازية في مكة عام 1925م.
الصبان في عهد الملك المؤسس
في هذه العوالم وتلك بدأ جيش الموحد والمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يجمع شتات البلاد ويلم تناثرها وهاهو يضم الطائف ويتجه صوب مكة وبعد مفاوضات لم تدم طويلا دخل الملك عبدالعزيز مكة عام 1345 هـ محرما ليبدأ عصرا جديدا ومختلفا لهذه المنطقة وللجزيرة العربية كلها، وبالتأكيد لم يكن الرائد الرمز في تلك السن وفي تلك المهمة المناطة به في بلدية مكة وما له من حضور تكرس بين اقرانه بعيدا عن مسار الاحداث بل كان في قلبها فعلا كما تثبت الصفحات القادمة .
ولم يكن هذا الحضور مؤقتا فعندما أعاد الملك عبدالعزيز تشكيل بلدية مكة وأعاد الملك عبدالعزيز يرحمه الله الصبان الى نفس وظيفته السابقة معاونا مساعدا لرئيس البلدية.
كما ان الملك عبدالعزيز عندما شكل مجلس الشورى (المجلس الاهلي) لمكة المكرمة في حلته الثانية رغبة في توسيع دائرة المشاركة، بعد حل المجلس السابق، وصدرت الاوامر في 8 ــ1ــ 1344هـ، الموافق 28ــ7ــ1925م، بتشكيل مجلس منتخب يمثل جميع حارات مكة المكرمة، وعددها (12) حارة، على أن يكون اثنان من العلماء، وواحد عن التجارة، إضافة إلى ثلاثة أعضاء يعينهم الملك عبد العزيز من أعيان البلد. وهنا نلحظ الجمع بين الانتخاب والتعيين. حيث جاء المجلس برئاسة الشيخ محمد بن عبد الرحمن المرزوقي، والشيخ عبد القادر بن علي الشيبي، نائبا للرئيس، و(15) عضوا، والشيخ محمد سرور الصبان، أمينا للسر.
توفي 1971م
رحم الله الجميع وجزاهم بكل خير
لما قدموا لهذا البلد من عمل بناء*
دمتم بووووووووود
|
|