سعوديات في الحرب على الفساد

شكلت كارثة جدة ميدانا جديدا لتسليط الضوء على الفساد في السعودية ، وتناولت المنتديات
- لا سيما منتديات السعودية تحت المجهر - موضوع مليارات الريالات التي صرفت على الصرف الصحي في مدينة جدة كمثال للفساد .

وقد كشفت وزارة المالية السعودية أن الاعتمادات المالية لمشاريع الصرف الصحي ومشاريع تصريف مياه السيول لمدينة جدة لوحدها هو الأعلى على مستوى مدن المملكة .. بما في ذلك مدينة (الرياض) الأكبر مساحة والأكثر سكانا .
وتضيف الوزارة : " ما تم اعتماده لمشاريع الصرف الصحي في محافظة جدة كان أكثر من (9) مليارات ريال سعودي خلال السنوات الماضية .. من بينها (2.2) مليار ريال خلال خطة التنمية الثامنة الجارية " ..

وهذا المبلغ أيضا هو الأعلى بين مدن المملكة ؛ إذن كيف ، ولماذا حدثت الكارثة ؟
هذا هو السؤال الذي ينتظر أن تجيب عليه لجنة تقصي الحقائق التي تشكلت بمقتضى الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك / عبد الله بن عبد العزيز .

ورأت المشاركات أن عمل اللجنة يجب ألا ينتهي بتوزيع قرارات الاتهام والإدانة ضد هذا المسئول أو ذاك أو هذه الجهة أو تلك .. وإنما يعني أن على اللجنة أن تقدم للملك وللمواطن الحقيقة كما هي ، فيما طالب البعض بالتشهير بالفاسدين كجزء من العقاب وليكونوا عظة لغيرهم .

يذكر ، أن الفساد الإداري يتخذ صوراً عديدة لا يمكن حصرها في قالب واحد .. إلا أن أبرزها الواسطة والرشاوى وسرقة المال العام من ميزانية القطاع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .

من جانب آخر ، أفردت عدد من المدونات ومواقع الإنترنت ووكالات الأنباء العالمية مساحات واسعة لتظاهرة قامت بها سيدة (مطلقة) أمام مبنى أمانة المدينة المنورة تتهم زوجها (السابق) بأنه فاسد ، وتطلب تدخل خادم الحرمين الشريفين لمحاكمته .

ووصفت السيدة نهى رشوان زوجها السابق - أمين منطقة المدينة المنورة المهندس (عبد العزيز الحصين) – بـ "السارق" ..
وعبرت عن ذلك بالتظاهر أمام مبنى (أمانة المدينة المنورة) - الواقع في العنبرية - حاملة لافته كبيرة كتب عليها : " ياخادم الحرمين الشريفين .. حاكموا سارق أهالي المدينة المنورة الفاسد عبد العزيز الحصين " .

وقامت شرطة المدينة المنورة بدورها بإلقاء القبض على المرأة ، وفتحت معها تحقيقات حول الحادثة .

الحادثة - التي تعتبر غريبة جدا على المجتمع السعودي - قامت العديد من المحطات الفضائية بتضخيمها ، ولكن هذا لا يقلل من حجم الفساد الذي تحدث عنه تقرير (منظمة الشفافية الدولية) الأخير .. والذي وضع السعودية في مركز متقدم .

عموما .. يظل غياب القانون والمحاسبة والشفافية والمراقبة وضعف المسئولية مرتكزات أساسية يتغذى منها الفساد في كل الدول العربية .. مع التسليم بأن السعودية لن تكون استثناء .

ختاما ، نشير إلى أن الفساد بكل أشكاله ومستوياته ظاهرة إنسانية في كل المجتمعات ، ولا يمكن القضاء عليها تماما أو استئصال شأفته .. ولكن لا يمنع ذلك من تفعيل الأجهزة الرقابية وابتكار الوسائل الذكية لمحاصرة الفساد والحد من انتشاره ..
فلا شك أن تفشى الفساد قد يضع المجتمع على الطريق الضياع وينذر بكوارث غير طبيعية .

يسلموووووو خيي

لاهنت

الله يحمينا من الكوارث وغيرها
اشكرك على هذا النقل

اتمنى ان الله يفضح كل من له يد في التسبب في الكوارث

لاهنت اخي على هذا النقل الجميل تحياتي لك وتقديري