09-01-2010, 06:54 AM | #10 |
عضو فعال
|
وسمع قيس الخبر, فجزع جزعا شديدا, فركب من فوره حتى أتى محلة قومها.فنادته النساء:
ما تصنع الآن هاهنا ؟ قد نقلت لبنى إلى زوجها ؟ وجعل الفتيان يعارضونه بهذه المقالة وما أشبهها . وهو لا يجيبهم حتى أتى موضع خبائها, فنزل عن راحلته وجعل يمرغ خده على ترابها , ويبكي أحــــر البكاء , ثم قال : إلــــــى الله أشكو فقـــد لبنى كما شكا إلى الله فقــــد الوالدين َ اليتيـــــــــم وعندما تأكد خبر رحيلها عن وطنها وانتقالها إلى زوجها بالمدينة قال : بانــــــــت لبنى فهااج القلب من بــــــــانـــــــــا وكــــــان ما وعدتمطلآ وليـــــانــــــا وأراد قيس أن يؤمن السبل لزيارة لبنى ’ فوفد على يزيد , فقدمه إلى معاوية . فشكا ما به إليه . وأمتدحه , فرق له , وأدناه وأمر له بخمسة الآف درهم , ومائتي دينار , وقال له : كيف وجدك بلبنى قال قيس أشد وجدآ . وأنشده : أضوء سنــــا برق بدا لـــــك لمعــــة بذي الأثــــــــل من أجراعبيشة ترقـــــب فقال : سل ما شئت يا قيس إن شئت أن أكتب لزوجها فأحتم ان يطلقها , فعلت , فقال : لا أريد ذلك .ولكن أحب أن أقيم بحيث تقيم من بلاد , وأتعرف أخبارها ’ وأقنع بذلك من غير أن يهدر دمي , قال :لو سألت هذا من غير أن ترحل إلينا فيه لما وجب أن تمنعه , فأقم حيث شاء وأحب ’ ولا يعترض عليه أحد , وأزال ما كان كتب به أن يهدر دمه . وعاد قيس إلى سيرته الأولى من تنقل بين المنازل في ظاهر المدينة والوفود على المدينه نفسها بعلة ما يخترعها اختراعا . أعلم أباه ذات يوم أنه أنما يريد لبنى .فعاتبه وزجره عن ذلك فلم يقبل منه وذهب إلى المدينة فبينما هو يعرض الإبل .إذ ساومه زوج لبنى بناقة منها , وكلامها لا يعرفان الأخر , فباعه إياها , فقال له زوج لبنى , إذآ كان غد فأتني في الدار كثير بن الصلت فاقبض الثمن . قال : نعم . وأعد زوج لبنى لقيس طعامآ .فلما كان الغد , جاء قيس فصاح بالخادم : قولي لسيدك , صاحب الناقة بالباب , فعرفت لبنى صوته , ولم تقل شيئآ , وأمر زوجها بأدخاله , فدخل وجلس ,فأمرت لبنى خادمتها أن تقول : يا فتى مالي أراك أشعث أغبر ؟ فقالت له ذلك , فتنفس وقال هكذا حال من فارق الأحبة واختـــــــــــار الموت على الحياة . وبكى فأمرتها لبنى أن تطلب منه أن يحدثهم بحديثه . فما أن بدأ يتحدث حتى كشفت الحجاب , وقالت له لبنى , حسبك ؟ قد عرفنا حديثك وأسبلت الحجاب |
|
09-01-2010, 11:48 PM | #11 |
عضو فعال
|
فبهت ساعة لا يتكلم ثم أنفجر باكيآ , ونهض مسرعآ , وخرج . وناداه زوجـــها : ويحك؟ ما قصتك إرجع أقبض ثمن ناقتك . فلم يكلمه . وأمتطى ناقته ومضى . وقالت لبنـــى لزوجها : ويحك , هذا قيس أبن ذريح . فما حملك على ما فعلت به ؟ قال : ما عرفته . وجعل قيس يبكي في طريقه ويندب نفسه ويوبخها على فعله , ثم قال قيس :
أتبــــــكي علــــى لبنـــــى وأنت تــــركتـــــها وأنــــت عليــــها بالملا أنـــــــــت أقــــدر ُ ودست إليه لبنى بعد خروجه رسولآ , وقالت له : استنشده .فأن سألك عن نسبك فانتسب له خزاعيآ . فإذا أنشدك فقل له :لمَ تزوجتَ بعدها حتى أجابت إلى أن تتزوج بعدك ؟ وأحفظ ما يقوله لك حتى تردده علىً . فأتاه الرسول فسلم وأنتسب خزاعيآ .وذكر أنه من أهل الشام . وأستنشده فأنشده قوله : فـــأقسم ما عمش العيـــون شــــوارفُ روائــــم بـــو حانيــــات على سقــــب فقال له الرسول : فلم تزوجت بعدها ؟ فأخبره الخبر . وحلف له أن عينه ما أكتحلت بالمرأة التي زوجها , وأنه لو رأها في نسوة ما عرفها . وأنه ما مد يده لها , ولا كلمها ,ولا كشف لها عن ثوب , فقال له الرسول : فإني جار للنبي , وإنها من الوجد بك على حال قد تمنى زوجها معها أن تكون بقربها لتصلح حالها بك , فحمِلْني إليها ما شئت أُؤدَه إليها . قال : تعود إلي إذا أردت الرحيل . فعاد إليه عندما أراد الرحيل . فقال : أريدك أن تقول لها : ألا حـــي لبنــــــى اليــــــــوم إن كنـــــــت غاديــــــــا وألمـــــــم بها مـــــن قــــــبل أن لا تلاقيــــــــــا وأتى قيس المدينة مرة أخرى , فنزل على إمرأة من الموالي بني زهرة يقال لها بُريكة , وكانت من أظرف النساء وأكرمهن , وكان لها زوج من قريش له دار ضيافة , وقَدم قيس لبريكة هدايا وألطافآ كثيرة . فرحَبت به . وأعلمها أنه قصدها في حاجة , فإن وجد لها عندها موضوعآ نزل بها وإلا رحل . فقالت : حاجتك مقضية كائنة ما كانت . فقال : أنا قيس بن ذريح . وقالت :حياك الله وقربك إن ذكرك لجديد عندنا في كل وقت , قال : وحاجتي أن أرى لبنى نظرة واحدة كيف شئت . قالت : ذلك لك علي . فنزل عندها , وأخفت أمره . وزارت بريكة لبنى مرارآ وقدمت لها هدايا مما جلب قيس معه . وبعد مدة قالت بريكة لزوج لبنى : أخبرني عنك : أنت خير من زوجي ؟ قال : لا . قالت : فلبنى خير مني . قال : لا . قالت : فما بالي أزورها ولا تزورني ؟ قال : ذلك إليها . فأتتها , وسألتها الزيارة , وأعلمتها أن قيسآ عندها . فأسرعت إلى بيتها , فلما رأها و رأته بكيا حتى كادا يتلفان . ثم جعلت تسأله عن خبره وعلته فيخبرها , ويسألها فتخبره , ثم عاتبته على تزوجه , فحلف أنه لم ينظر إليها ملء عينيه ولا دنا منها , فصدقته . وقال : ولقـــد أردت الصبــر عنك فعاقبني علق بقلــــبي مــــن هـــواك قـــــديم فلم يزل يومه معها يحادثها ويشكو إليها أعف شكوى وأكرم حديث حتى أمسى , فانصرفت , ووعدته الرجوع إليه , ويبدو أن الزيارات تعدتت . والأخبار شاعت . وأحس الزوج بالأمر . فمنع لبنـــى من زيارة بريكة . فكتب قيس رقعة دفعها إلى بريكة , وسألها أن توصلها إليها . وكان فيها : بنفســــي من قلبــــي له الدهر ذاكر ومن هو عنــــي معرض القلـــــب صابـــــر ولم يزل قيس تارة يتوصل إلى زيارة لبنى بالحيلة عليها , وتارة تزوره , حتى شهر أمره بالمدينة . وغنى في شعره كبار المغنين . فلم يبق شريف ولا وضيع إلا سمع بذلك . فأطربه وحزن لقيس مما حل به . وغضب زوج لبنى فأنبها وعاتبها وقال : قد فضحتني بذكرك . فغضبت وقالت : يا هذا , أني والله ما تزوجتك رغبة فيك ولا فيما عندك . ولقد علمت أني كنت زوجتة قبلك , وأنه أكره على طلاقي . ووالله ما قبلت التزويج حتى أهدر دمه إن ألمَ بحينا , فخشيت أن يحمله ما يجد علي المخاطرة فيقتل ، فتزوجتك , وأمرك الأن إليك ففارقني , فلا حاجة بي إليك فأمسك عن جوابها وحاول أن يتلطفها , فأخفق . |
|
09-05-2010, 02:20 AM | #13 |
مراقبة عامة
ليّت مرَبآك الجنُوـوـوبَ
|
متـــــابعه لاهنتِ |
** تقول الله يطعني وانا اقول الله يسبق بي ......جنوبي نثر همه على غيمة جنوبيهأحس أني إذا قالت فديتك ياعرب ربي ......تراقص بي جبال ابها مع الريح الشماليه تباكرني فداياها وتمسي بي وتصبح بي ......واقوم ارقص مع نغماتها خطوة عسيريه .................... 1433- 8 - 1 |
09-06-2010, 03:44 AM | #16 |
عضو فعال
|
النهاية :
أختلف فيها الرواة . فذكر أكثرهم أنهما ماتا مفترقين , وقال بعضهم أنهما أجتمعا قبل الموت . و اختلف كل فريق من الأثنين فيما بينهم . فذهب جماعة من من الفريق الأول إلى أن قيسآ مات قبل لبنــــــــــى , وبلغها ذلك ,فماتت أسفآ عليه . وذكر المدائني : أن لبنــى ماتت قبله . فتزايد ولعه وجزعه , وخرج في جماعه من قومه إلى أن وقف على قبرها فقال : مـــــاتت لبنـــى فمـــــوتـــــــــها موتـــــــــــــــي هــــــــل تنفــــــــــعن ْ حســــــــــرةُ على الفـــــــــــوت ثم أكبَ على القبر حتى أغمي عليه . فرفعه أهله إلى منزله ولم يزل عليلآ لا يفيق ولا يجيب ثلاثة أيام حتى مـــــــــــات ودفن إلى جنبها . وروي جماعة آخرون أن قيسآ قصد ابن عتيق ليجد له خلاصآ . فأتى إلى الحسن الحسين رضي الله عنهما مع عبدالله بن جعفر , وجماعة من قريش , فقال لهم :إن لي حاجة إلى رجل أخشى أن يردني فيها . وأني أستعين بجاهكم وأموالكم فيها عليه . وقالوا :ذلك له مبتذل منا . فجتمعوا ليوم وعدهم فيه . فمضى بهم إلى زوج لبنـــى . فلما رأهم زوج لبنى أعظمهم ورحـــــــب بهم فقالوا :لقد جئناك بأجمعنا في حاجة لأبن عتيق : قد قضينا كائنة ما كانت من ملك أو مال أو أهل . قال زوج لبنــــى : نعم قال قيس : تهب لي لبنــــى زوجتك وتطلقها . قال : فأني أشهدكم أنها طالق ثلاثـــــــــــآ . فاستحيــــا القوم . وأعتذروا وقالوا لزوج لبنـــى : والله ما عرفنا حاجته , ولو علمنا أنها هذه ما سألناك إياها . وعوضه الحسن من ذلك مئة ألف درهم أو عبدالله عشرة ألاف درهم . وأختلف الرواة هذه الواقعه , فذهب جماعة منهم إلى أن لبنى ماتت ولم تقض عدتها , وآخرون إلى أن لبنى قد أتمتت عدتها ثم راجعها قيس , وهنئا بالعيش معآ مرة أخرى وتتفق الجماعتان على أن قيسآ مدح إبن أبي عتيق , من أجل يده تلك . فقال قيس : جــــزى الرحمـــــــن أفضـــــــل مـــــــا يجــــــازي على الإحســـــان خيرآ مـــــــن الصديــــــــق ِ وترا الجماعة أن هذا المدح كان منه قبل أن تموت لبنى . ولم تحب أن تزج باسم الحسن والحسين وأشراف قريش مثل هذا الأمر , فروت أن قيسآ عندما باع ناقته لزوج لبنى , ثم خرج جاريآ من بيته , أتبعه رجل ليعطيه ثمن ناقة , فقال له قيس : لا تركب لي مطيتين أبدآ ! قال : أو أنت قيس أبن ذريح ؟ قال : نعم قال : هذه لبنى , فارجع لتخيرها فأن اختارتك طلقتها . وكان الرجل يظن أن له في قلب لبنــــى موضعآ . فخيرها فاختارت قيسآ . فطلقها لوقته . وماتت في العدة أو تزوجها قيس بعد العدة انقضائها , وبقيا دهرآ بأرغد عيش . وكـــــــان وقاة قيـــــس سنة 61 هـــ وقيل سنة 70 هــــ وهذا كل ما قيل عن سيـــــــــد العشااااااااااق قيس بن ذريح وحبيبته لبـــــــــنى . المرجع : سلسلة العشاق العرب أحلى قصصهم وأجمل أشعارهم إعداد : إميل ناصف [قيس ولبنى ] تقبلوا خالص تحياتي لكم . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|