06-16-2009, 07:11 PM
|
|
ماكتب على الجوارى
|
|
|
|
ماكتب على الجوارى
قال أبو الحسن : دخلت على احد الخلفاء وعلى رأسه جوارى كالتماثيل فرأيت عصابة على رؤوسهن منظمة بالدر والياقوت مكتوباً عليها في صفائح الذهب :
ظلمتني في الحب يا ظالم ** والله فيما بيننا الحاكم
قال: ورأيت في عصابة أخرى:
ما لي رميت فلم تصبك سهامي ** ورميتني فأصبتني يا رامي
قال: ورأيت في عصابة أخرى:
" وضع الخد للهوى عز "
قال: ورأيت في صدر أخرى هلالاً
أفلت من حور الجنان ** وخلقت فتنة لمن يراني
قال إسحاق بن إبراهيم الموصلى : دخلت على الأمين محمد بن زبيدة وعلى رأسه وصائف في قراطق مفروجة بيد وصيفة منهن مروحة مكتوب عليها:
بي طالب العيش في الصيف ** وبي طاب السرور
ممسكي ينفي أذى الحر ** إذا اشتد الحرور
الندى والجود في ** وجه أمين الله نور
وفي عصابتها:
ألا بالله قولوا يا رجال ** أشمس في العصابة أم هلال
وفي أخرى:
أتهوون الحياة بلا جنون ** فكفوا عن ملاحظة العيون
وكتبت " ورد " جارية الماهاني على عصابتها وكانت تجيد الغناء مع فصاحتها وبراعتها:
تمت وتم الحسن في وجهها ** فكل شيء ما سواها محال
للناس في الشهر هلال ولي ** في وجهها كل صباح ٍ هلال
وكتبت ايضا :
يا رامياً ليس يدري ما الذي فعلا ** عليك عقلي فإن السهم قد قتلا
أجريته في مجاري الروح من بدني ** فالنفس في تعب والقلب قد شغلا
وقال علي بن الجهم: خرجت علينا " عالج " جارية خالصة كأنها خوط بان وهي تميس في روقة وعلى طرتها مكتوب بالغالية وكانت من مجان أهل بغداد مع علمها بالغناء:
يا هلالاً من القصور تجلى ** صام قلبي لمقلتيه وصلى
لست أدري أطال ليلي أم لا ** كيف يدري بذاك من يتقلى
لو تفرغت لاستطالة ليلي ** ولرعى النجوم كنت مخلا
قال: وخرجت إلينا " منال " وعليها درع خام على جانبها الأيمن مكتوب:
كتب الطرف في فؤادي كتابا ** ً هو بالشوق والهوى مختوم
وعلى الأيسر مكتوب:
كان طرفي على فؤادي بلاء ** إن طرفي على فؤادي مشوم
قال: وكان على عصابة " ظبي " جارية سعيد الفارسي مكتوب بالذهب:
العين قارئة لما كتبت ** في وجنتي أنامل الشجن
قال: وحدثني الحسن بن وهب قال: كتبت " شعب " على قلنسوة جاريتها " شكل ":
حذراً عليك وإنني بك واثق ** أن لا ينال سواي منك نصيباً
وكتبت " وصيف " جارية الطائي على عصابتها:
الكفر والسحر في عيني إذا نظرت ** فاغرب بعينك يا مغرور عن عيني
فإن لي سيف لحظ لست أغمده ** من صنعة الله لا من صنعة القين
وكان على عصابة " مزاج " وهي من مواجن أهل بغداد وفتاكها:
قالوا عليك دروع الصبر قلت لهم ** هيهات إن سبيل الصبر قد ضاقا
ما يرجع الطرف عنها حين يبصرها ** حتى يعود إليها الطرف مشتاقا
وكتبت " عنان " جارية الناطفي على عصابتها من قولها:
فما زال يشكو الحب حتى حسبته ** تنفس في أحشائه وتكلما
فأبكي لديه رحمة لبكائه ** إذا ما بكى دمعاً بكيت له دما
قال: وخرجت علينا " جارية حمدان " وقد تقلدت سيفاً محلى وعلى رأسها قلنسوة مكتوب عليها:
تأمل حسن جارية ** يحار بوجهها البصر
مؤنثة مذكرة فهي ** أنثى وهي ذكر
وعلى حمائل سيفها مكتوب الذهب:
لم يكفه سيف بعينيه ** يقتل من يشاء بحديه
حتى تردى مرهفاً صارماً ** فكيف أبقى بين سيفيه
فلو تراه لابساً درعه ** يخطر فيها بين صفيه
علمت أن السيف من طرفه ** أقتل من سيف بكفيه
وكتبت " واجد " على منطقة جاريتها " منصف " الكوفية:
اشرب على منظر أنيق ** وامزج بريق الحبيب ريقي
واحلل وشاح الكعاب رفقاً ** واحذر على خصرها الدقيق
وقل لمن لام التصابي إليك ** خل عن ذاك الطريق
وفي عصابة أخرى:
فإن يحجبوها بالنهار فما لهم ** بأن يحجبوا بالليل عني خيالها
قال أبو عبيدة: ورأيت على " عصابة " حسناء مكتوباً:
كتبت في جبينها ** بعبير على قمر
في سطور ثلاثة ** لعن الله من غدر
وتناولت كفها ثم ** قلت اسمعي الخبر
كل شيء سوى الخيانة ** في الحب يغتفر
فإذا خانك الحبيب ** فذره إلى سقر
قال الأصمعي: رأيت على باب احد الخلفاء وصائف على عصابة كل واحدة منهن مكتوب:
نحن حور نواعم ** من أراض مقدسه
أحسن الله رزقنا ** ليس فينا منحسه
المصدر : العقد الفريد – ابن عبد ربه
|
|
|
|
|
|