11-03-2008, 09:01 PM
|
|
ماأنصفناك - الفرج بعد الشده - القاضى التنوخى
![](images/myframes/2_cur.gif) |
|
![](images/myframes/2_cul.gif) |
|
ماأنصفناك
حدث جبريل بن بختيشوع (طبيب الرشيد) قال : كنت مع الرشيد بالرقة ومعه المأمون ومحمد وكان الرشيد رجلاً كثير الأكل والشرب فأكل في بعض الأيام أشياء خلط فيها ودخل المستراح فغشي عليه فيه . فأخرج وقد قوي عليه الغشي حتى لم يشك غلمانه في موته وحضر ابناه وشاع عند الخاصة والعامة خبره. وأرسل إلي فجئت فجسست عرق يده فوجدت نبضاً خفيفاً وأخذت عرقاً في رجله فكان كذلك وقد كان قبل ذلك بأيام يشكو امتلاء حركة الدم .
فقلت لهم : إنه لم يمت والصواب أن يحجم هذه الساعة .
فقال كوثر الخادم : يا ابن الفاعلة تقول أحجموا رجلاً ميتاً ؟ لا يقبل قولك ولا كرامة . فقال المأمون : الأمر قد وقع وليس يضر أن نحجمه . وأحضر الحجام فتقدمت وقلت له : ضع محاجمك ففعل فلما مصها رأيت الموضع قد احمر فطابت نفسي بذلك وعلمت أنه حي . فقلت للحجام : أشرط فشرط فخرج الدم فسجدت شكراً لله تعالى وجعل كلما خرج الدم تحرك رأسه وأسفر لونه إلى أن تكلم . فقال: أين أنا ؟ فطيبت نفسه وغديناه بصدر دراج وسقيناه ومازلت أسعطه بالطيب في أنفه حتى تراجعت إليه قوته وأدخل الخاصة والقاده إليه فسلموا عليه من بعد لما كان قد شاع من خبره ثم تكاملت قوته ووهب الله له العافية. فلما برأ من علته دعا صاحب حرسه وحاجبه وصاحب شرطته فسأل صاحب الحرس عن غلته في كل سنة فعرفه أنها ألف ألف درهم وسأل صاحب شرطته عن غلته فعرفه أنها خمسمائة ألف درهم. ثم قال : يا جبريل : كم غلتك ؟ فقلت : خمسون ألف درهم . فقال: ما أنصفناك حيث غلات هؤلاء وهم يحرسوني ويحجبوني عن الناس على ما هي عليه وتكون غلتك ما ذكرت وأمر بإقطاعي ما قيمته ألف ألف درهم.
فقلت: يا سيدي مالي حاجة إلى الإقطاع ولكن تهب لي ماأشتري به ضياعاً غلتها ألف ألف درهم ففعل وتقدم بمعاونتي على أبتياعها. فابتعت بهباته وجعالاته ضياعاً غلتها ألف ألف درهم فجميع ماأمتلكه ضياع لا إقطاع فيها .
المصدر : الفرج بعد الشده - القاضى التنوخى
|
|
![](images/myframes/2_cdr.gif) |
|
![](images/myframes/2_cdl.gif) |
|